بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرّحمن
مدنيّة
وآياتها ثمان وسبعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الرَّحْمنُ) (١) (عَلَّمَ) من شاء (الْقُرْآنَ) (٢) (خَلَقَ الْإِنْسانَ) (٣) أي الجنس (عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (٤) النطق (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥) بجريان بحساب
____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرحمن
مكية أو إلا (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية فمدنية. وهي ست أو ثمان وسبعون آية
وتسمى عروس القرآن لما ورد : لكل شيء عروس ، وعروس القرآن سورة الرحمن. قوله : (مكية) أي كلها ، وقوله : (أو إلا يسأله) الخ ، حكاية لقول آخر ، وبقي قول ثالث وهو كلها مدني. قوله : (الآية) الأوضح أن يقول : الآيتين ، لأن المدني على هذا القول (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) وقوله عقبها (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ولا شك أنهما آيتان. قوله : (الرَّحْمنُ) إما خبر مبتدأ محذوف أي الله الرحمن ، أو مبتدإ خبره محذوف ، أي الرحمن ربنا ، وهذان الوجهان على القول بأن (الرَّحْمنُ) آية مستقلة ، وأما على أنه ليس آية مستقلة ، فالرحمن مبتدأ ، خبره (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) وسبب نزولها : أنه لما نزل (اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ) قال كفار مكة : وما الرحمن؟ فأنكروه وقالوا : لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، فنزلت ردا عليهم ، وفيها رد عليهم أيضا حيث قالوا (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) فأفاد أن الذي يعلمه هو الرحمن لا غيره ، وافتتح هذه السورة بلفظ (الرَّحْمنُ) إشارة إلى أنها مشتملة على نعم عظيمة ، وذلك لأن الرحمن هو المنعم بجلائل النعم كما وكيفا ، ولذا ذكر قوله : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) إحدى وثلاثين مرة فيها. قوله : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) إما من التعليم وهو التفهيم أي عرفه ، فالقرآن مفعول ثان ، والأول محذوف قدره المفسر بقوله : (من شاء) أي من عباده إنسا وجنا وملكا ، وقدره بعضهم محمدا أو جبريل ، ردا على المشركين في قولهم (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) والأول أولى لعمومه أو من العلامة ، والمعنى : جعله علامة وآية يعجز بها المعارضين ، وقدم تعليم القرآن على خلق الإنسان ، مع أنه متأخر عنه في الوجود ، لأن التعليم هو السبب في إيجاده وخلقه.
قوله : (خَلَقَ الْإِنْسانَ) هذه الجملة والتي بعدها خبران عن الرحمن أو حالان ، وترك العاطف منهما