الحفظة (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) من الذنب أو العمل (مُسْتَطَرٌ) (٥٣) مكتتب في اللوح المحفوظ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ) (٥٤) بساتين (وَنَهَرٍ) أريد به الجنس وقرىء بضم النون والهاء جمعا ، كأسد وأسد ، المعنى : أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم ، وأريد به الجنس وقرىء مقاعد ، المعنى : أنهم في مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم ، بخلاف مجالس الدنيا ، فقلّ إن تسلم من ذلك ، وأعرب هذا خبرا ثانيا وبدلا وهو صادق ببدل البعض وغيره (عِنْدَ مَلِيكٍ) مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعة (مُقْتَدِرٍ) (٥٥) قادر لا يعجزه شيء وهو الله تعالى ، وعند إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى.
____________________________________
جمع زبور وهو الكتاب. قوله : (أريد به الجنس) أي لمناسبة جمع الجنات ، وأفرد موافقة لرؤوس الآي. قوله : (وقرىء) أي شذوذا. قوله : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) من إضافة الموصوف لصفته. قوله : (وقرىء مقاعد) أي شذوذا. قوله : (ببدل البعض) أي لأن المقعد بعض الجنات ، وقوله : (وغيره) أي وهو بدل الاشتمال لأن الجنات مشتملة على المقعد. قوله : (عِنْدَ مَلِيكٍ) خبر ثان إن جعل في مقعد صدق بدلا ، أو ثالث إن جعل خبرا ثانيا. قوله : (وعند إشارة للرتبة) أي فهي عندية مكانية ، وقوله : (والقربة) أي التقرب ، فهما متحدان.