اتّصاف حتّى يكون مثبتا بل المراد منه هو استصحاب عدم اتّصاف هذه المرأة بوصف إلى حال وجودها حتّى يتحقّق كلا جزئي الموضوع أحدهما هو المرأة الموجودة وثانيهما هو عدم اتصافها بوصف كالقرشيّة.
ومن المعلوم أنّ موضوع عدم الاتّصاف سابقا ولاحقا هو هذه المرأة ولهذه المرأة ماهيّة شخصيّة قابلة بهذا الاعتبار للإشارة إليها بالنسبة إلى قبل وجودها فالوحدة محفوظة لا يقال عدم اتّصاف المرأة بنحو الكلّي لا يكون أحد جزئي الموضوع بل الجزء هو عدم اتّصاف هذه المرأة.
لأنّا نقول نعم ولكن عدم اتّصاف هذه المرأة الموجودة هو أحد جزئي الموضوع وله حالة سابقة فيستصحب إلى حال وجود هذه المرأة فيتحقّق كلا جزئي الموضوع فيترتّب عليه الحكم ولذا لا يكون مثبتا هذا.
ورابعا : أنّ إنكار شيئيّة الأشياء وماهيّتها قبل وجودها كما ترى مع امكان اعتبار الماهيّات الكليّة والجزئيّة في الذهن ولو لم يكن لها وجود في الخارج ومن المعلوم أنّ هذا الاعتبار ليس كأنياب الأغوال من الموهومات بل هو من المعقولات ولذا تقع باعتبار وعاء الذهن موضوعا للوجود والعدم وللأحكام العرفيّة أو الشرعيّة وعليه فدعوى أنّ هذه المرأة ليست قبل وجودها شيئا حتّى ماهيّة كما ترى بل لهذه المرأة قبل وجودها شيئيّة في الذهن وهي الماهيّة الشخصيّة وبهذا الاعتبار يقال لم تكن موجودة في الأزل ولا متّصفة بوصف كالقرشيّة وإلّا فلا مجال للاستصحابات العدميّة حتّى في الأعراض إذ لا شيئيّة للأعدام وهو ممّا لا يمكن الالتزام به.
وخامسا : أنّ إنكار النسبة في القضايا مساوق لانكار الحمل ولعلّ منشأ ذلك هو الخلط بين الذهن والخارج لأنّ في الخارج ليس شيء بعنوان النسبة بين الشيء ونفسه وبين مصداق شيء وكلّيّه ولكنّ الذهن يجعلهما متفرّقين ويحمل الشيء على نفسه أو يحمل الكلّي على الفرد وتفصيل الكلام موكول إلى محلّه.