لا هو أو غيره فلا بدّ أن تكون النكرة الواقعة في متعلّق الأمر هو الطبيعيّ المقيّد بمثل مفهوم الوحدة فيكون كلّيّا قابلا للانطباق فتأمّل جيّدا (١).
وفيه أنّه لا ملازمة بين ترديد المفهوم وترديد الخارج إذ يمكن أن يكون المفهوم مشتملا على الترديد ولكنّ الخارج متعيّن ألا ترى أنّ الكسور المشاعة قابلة للانطباق بالنسبة إلى الدار ونحوها بأشكال مختلفة مع أنّ الخارج هو المفروزات والمتعيّنات ولا وجود للإشاعة في الخارج أصلا ومع ذلك تكون موضوعة للأحكام من الملكيّة والوقف والإباحة وغيرها.
وعليه فلا إشكال في تصوّر الفرد المردّد في الذهن حاكيا عن الجزئيّ الخارجيّ من دون دخالة لفرد دون فرد وقد حكى شيخنا الاستاذ الأراكي قدسسره عن شيخه الاستاذ الحائري قدسسره أنّ سيّده الاستاذ الفشاركي أمر بعض تلاميذه بإعطاء عود من عيدان الثقاب وأشار إلى الخارج ليعلموا أنّ المطلوب هو الفرد الخارجيّ الذي يكون مردّدا في الذهن لا الكلّيّ لأنّ الغرض يتعلّق بفرد من الأفراد الخارجيّة من دون خصوصيّة لفرد معيّن.
ويشهد له تبادر الفرق بين رجل من دون تنوين ورجل مع التنوين في ظهور الأوّل في الجنس والماهيّة الكلّيّة التي لا يمتنع صدقه على الكثيرين وظهور الثاني في فرد غير معيّن خارجيّ هذا مضافا إلى صحّة الوصيّة بأحد الشيئين لأحد الشخصين.
لا يقال إنّ مفهوم فرد من الطبيعة أو أحد الأفراد من المفاهيم الكلّيّة الجامعة فلا فرق بينها وبين سائر الكلّيّات لأنّا نقول المفاهيم الكلّيّة تشمل الأفراد في عرض واحد وليس هذه المفاهيم كذلك فهذه المفاهيم عناوين منطبقة على الأفراد الخارجيّة والأحكام المتعلّقة بها تكون في الحقيقة متعلّقة بالأفراد الخارجيّة على التبادل كتعلّق
__________________
(١) راجع الكفاية : ١ / ٣٨٢.