عمله ، وكلّ عامل يعمل على نيّته.» (١) بتقريب أنّه يدلّ على أنّ نيّة الكافر شرّ أزيد من شرّ عمله ، ومن المعلوم أنّ الشرّ قابل للمؤاخذة.
ومنها ما رواه في العلل مرسلا عن ابي جعفر عليهالسلام أنّه كان يقول : «نيّة المؤمن أفضل من عمله ؛ وذلك لأنّه ينوي من الخير ما لا يدركه ، ونيّة الكافر شرّ من عمله وذلك لأنّ الكافر ينوي الشرّ ويأمل من الشرّ ما لا يدركه. (٢) بالتقريب الماضي.
ومنها ما رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما خلّد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصوا الله أبدا ، وإنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فبالنيّات خلّد هؤلاء وهؤلاء ، ثمّ تلا قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) قال : على نيّته. (٣) وهو ضعيف بسبب جهالة أحمد بن يونس.
ويدل هذا الخبر على أنّ نيّة المعصية الواقعيّة إلى الأبد سبب للعذاب الدائم ، كما أنّ نيّة الإطاعة الحقيقيّة أبدا موجبة للنعيم الدائم. وعليه فالنيّة سبب للمؤاخذة.
ومنها ما رواه في المحاسن عن أحمد بن محمّد بن خالد عن علي بن الحكم عن ابي عروة السلمى عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ الله يحشر الناس على نيّاتهم يوم القيامة» (٤) بتقريب أنّ الحديث يدلّ على أنّ النيّة سبب لكيفيّة الحشر.
ومنها ما رواه في التهذيب باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن
__________________
(١) الوسائل : الباب ٦ من أبواب مقدمة العبادات ، ح ٢.
(٢) الوسائل : الباب ٦ من أبواب مقدمة العبادات ، ح ١٧.
(٣) الوسائل : الباب ٦ من أبواب مقدّمة العبادات ، ح ٤.
(٤) الوسائل : الباب ٥ من أبواب مقدّمة العبادات ، ح ٥.