انّما هو بين الافتراء وعدمه : لا يخفى : انّ ل : «النظّام» تنزيل هذه الآية (١) على مذهبه ؛ فكانّهم (٢) قالوا : «ان لم يعتقد ذلك ، فهو كاذب ؛ وان اعتقده ، فهو مجنون.»
فلم تثبت الواسطة : اي : بين الصدق والكذب. واثبات الواسطة على مذهب «الجاحظ» دليل على ابطال المذهب المشهور ؛ وفيه اشارة الى انّ دليل «الجاحظ» ـ ان تمّ ـ فانّما يدلّ على ثبوت الواسطة ؛ لا على ما هو المدّعى من : انّ الصدق : مطابقة الواقع مع اعتقادها ؛ والكذب : عدم مطابقته له مع اعتقاد عدمها ؛ فتأمّل!
__________________
(١) سبأ / ٨.
(٢) م ١ : وكانّهم.