احتجب عن الابصار. وانّ الملأ الأعلى يطلبونه ؛ كما تطلبونه انتم» (١) ؛ فلا تلتفت الى من زعم انّه قد وصل الى كنه الحقيقة المقدّسة! بل ؛ احثّ التراب في فيه! فقد ضلّ وغوى وكذّب ؛ فانّ الامر ارفع واطهر ان يتلون بخواطر البشر ؛ وكلّما قصره العالم الراسخ ، فهو عن حرم الكبرياء بفراسخ. واقصى ما وصل اليه الفكر العميق ، فهو غاية المبالغة من التدقيق. ونعم ما قال العارف :
«آنچه پيش تو غير آن ره نيست |
|
غايت فكر توست ؛ الله نيست» |
______________________________________________________
بل ، الصفات التي ننسبها اليه ـ سبحانه ـ انّما هو على حسب افهامنا ؛ فانّا نعتقد اتّصافه باشرف طرفي النقيض ، فهو ارفع واجلّ من جميع ما نصفه به. وفي كلام «ابي جعفر» [عليهالسلام] اشارة الى هذا المعنى حيث قال : «كلّما ميّزتموه باوهامكم في ادقّ معانيه ، مخلوق ، مصنوع مثلكم ، مردود اليكم. ولعلّ النمل الصغار تتوهم انّ لله ـ تعالى ـ زبانيتين ؛ فانّ ذلك كمالها. [و] تتوهّم انّ عدمها نقصان لمن لا يتّصف بها. وهكذا حال العقلاء فيما يصفون الله ـ تعالى ـ به» (٢). انتهى كلامه. صلوات الله عليه وعلى آبائه!
عن ادراك العقول : خلافا لاشراقيّين (٣).
والحواس : خلافا لأشاعرة (٤) حيث زعموا انّه يرى في الآخرة.
__________________
(١) بحار الأنوار ٦٦ / ٢٩٢.
(٢) بحار الأنوار ٦٦ / ٢٩٣ ـ ٢٩٢ ب ٣٧ ح ٢٣.
(٣) طائفة من الفلاسفة ، تتّبعون المذهب الفلسفيّ الّذي مؤسّسه «شهاب الدين يحيى بن حبش السهرورديّ» في اواخر القرن السادس الهجريّ.
(٤) الاشاعرة ، مذهب كلاميّ مؤسّسه «ابو الحسن عليّ بن اسماعيل الاشعريّ» في اواخر القرن الرابع الهجريّ.