المشتقّ فرع وافق الاصل : المراد : الموافقة الجوهريّة والترتيبيّة معا. فخرج المشتقّ بالاشتقاق الصغير وغيره ؛ ودخل المصدر الميميّ ؛ ك : المقتل ؛ من القتل. امّا المعدول ، فان قلنا باشتقاقه ، فلا كلام ؛ والّا ، فان شرطنا في الفرع مخالفة الاصل في المعنى ، في الجملة ، خرج ؛ لكن ، يخرج الميميّ (١) ـ ايضا ـ وان لم نشترطها ، دخل. وقد يخرج بانّ المراد بالاصل : المصدر ؛ فيستقيم الحدّ.
باصول حروفه : لا يقال : ماضي «الخوف» وأمره ، لا يوافقانه للقلب والنقص ؛ لانّا نقول : طريانهما لمانع لا يدفع الموافقة في الاصل.
انواعه خمسة عشر : اذ ، لا بدّ فيه من تغيير لفظيّ ؛ امّا بزيادة ، او نقص بحرف ، او حركة. والحاصل ، في كلّ مشتقّ امّا واحد ، واثنان ، او ثلاثة ، او اربعة. فالأحاديّ اربعة ، والثنائيّ ستّة ، والثلاثي اربعة ، والرباعيّ واحد ؛ وامثلتها مشهورة.
ولا يلزم بقاء المعنى : المذاهب في اشتراط بقاء المعنى ثلاثة :
الاوّل) لا يشترط مطلقا ؛ وهو مذهب كثير من المعتزلة (٢) ؛ وهو الحقّ عندنا ؛ واليه ذهب «ابن سينا» (٣).
الثاني) يشترط مطلقا ؛ وهو مختار «الفخريّ» (٤) ، و «البيضاويّ (٥)» (٦) ، واكثر
__________________
(١) و : ـ الميميّ.
(٢) الاعتزال ، مذهب كلاميّ في اصول الدين ؛ مؤسّسه «واصل بن عطاء» في مطلع القرن الثاني الهجريّ.
(٣) الشفاء (الالهيات) ١ / ٣٤.
(٤) المحصول ١ / ٨٦.
(٥) ناصر الدين عبد الله بن عمر بن محمّد بن عليّ البيضاويّ. توفّي سنة ٦٨٥ من الهجرة. له تصانيف ؛ منها : انوار التنزيل ، طوالع الانوار في اصول الدين ، منهاج الوصول الى علم الاصول.
(٦) منهاج الوصول / ١٩٣.