السعادة ) بقوله : « قال المصنف : إن أمثال هذه الأحاديث ـ لاستلزامها الأفضلية من جميع الخلائق من الأنبياء وغيرهم ، أو إفادتها المساواة لسيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم في رتبته ، أو خروجها عن دائرة حكم العقل والعادة ـ كلّها موضوعات ».
واعترف محمد فاخر الإله آبادي بوضع هذا الفرية الشّنيعة وأثبت ذلك بما لا مزيد عليه ... وبيان ذلك :
إنّ النيسابوري قال بتفسير آية الغار : « استدل أهل السنة بالآية على أفضلية أبي بكر ، وغاية إنجاده ونهاية صحبته وموافقة باطنه ظاهره ، وإلاّ لم يعتمد الرسول عليه في مثل تلك الحالة ، وأنه كان ثاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الغار ، وفي العلم لقوله : ما صبّ شيء في صدري إلاّ وصببته في صدر أبي بكر ... » (١).
فردّ عليه العلاّمة نور الله التستري في ( كشف العوار في تفسير آية الغار ) بقوله : « وأما ما ذكره من انضمام كون ثاني اثنين في العلم ، ثم الاستدلال عليه بقول : ما صبّ في صدري إلاّ صببته في صدر أبي بكر ، فمن فضول الكلام ولا تعلّق له بالاستدلال من الآية على أفضلية أبي بكر ، على أنّ الشيخ الفاضل خاتم محدثي الشافعية مجد الدين الفيروزآبادي ـ صاحب القاموس في اللغة ـ قد ذكر في خاتمة كتابه المشهور الموسوم بسفر السعادة : إنّ هذا الحديث وغيره مما روي في شأن أبي بكر من أشهر الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها ببداهة العقل إلخ ».
فقال محمد فاخر الإله آبادي في كتابه ( درّة التحقيق في نصرة الصدّيق ) في ردّه على القاضي التستري مع الإشارة إلى كلام النيسابوري.
__________________
(١) تفسير النيسابوري ١٠ / ٩٠.