أعلم » (١).
ودفاع السّيوطي عن هذا الحديث المصنوع الموضوع مردود وذلك :
أوّلا : لأنّ السّيوطي قد حرّف كلام ابن الجوزي ، فقد جاء في كلامه في جرح ( زكريّا بن يحيى ) قوله : « كان من الكذابين الكبار » لكنّ السّيوطي ذكر بدل هذه الجملة كلمة « كذّاب ».
كما ذكر ابن الجوزي عن أحمد ويحيى قولهما في ( عبد الله بن واقد ) : « ليس بشيء ». لكنّ السّيوطي أسقط ذلك من عبارة ابن الجوزي تمهيدا لزعمه بعد ذلك « وثّقه ابن معين وأحمد ».
وأيضا ، جاء في كلام ابن الجوزي عن ابن حبان « انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به » لكنّ السّيوطي حوّرها إلى كلمة « لا يحتج به ».
إلى غير ذلك من الدقائق التي لا تخفى على أهل النظر ...
وثانيا : لأنّ قوله في حق ( زكريا بن يحيى ) : « ذكره ابن حبان في الثقات » لو سلّم فهو معارض بطعن وجرح جماعة من الأئمة ، قال الذهبي : « زكريا بن يحيى المصري ، أبو يحيى الوقار ، عن ابن وهب فمن بعده ، قال ابن عدي : يضع الحديث ، كذّبه صالح جزرة ، قال صالح : ثنا زكريا الوقار وكان من الكذّابين الكبار ، وقال ابن يونس : كان فقيها صاحب حلقة ، عاش ثمانين سنة ، وقيل كان من الصلحاء العباد الفقهاء نزح عن مصر أيام محنة القرآن إلى طرابلس المغرب ، ضعّفه ابن يونس وغيره » (٢).
__________________
(١) اللئالي المصنوعة : ١ / ٣٠٢.
(٢) ميزان الاعتدال : ٢ / ٧٧.