إنّ أهل الحق ليترفّعون عن التفّوه بمثل هذه الكلمات والتخيّلات ، والتشبث بها في مقام الاستدلال ...
ولو كان الخلفاء الثلاثة الأبواب الثلاثة الأخرى للمدينة لذكر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك كما ذكر عليّا عليهالسلام ، بل كان عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذكرهم قبله ـ على ما يدّعي العاصمي ـ والاّ لزم ترجيح المرجوح في الذكر وترك ذكر الراجح والأسبق ، وهو غير جائز.
وحيث لم يذكر صلىاللهعليهوآلهوسلم بابا للمدينة سوى أمير المؤمنين عليهالسلام ظهر بطلان ما زعمه العاصمي في معنى الحديث.
وبما ذكرنا يظهر لنقّاد الكلام إن ما تفوّه به العاصمي ـ على أثر حبّ الشيوخ الثّلاثة ـ من الكلام الباطل العاطل في نفسه يستلزم نسبة الظلم إلى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والعياذ بالله.
وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في ذيل الحديث ـ بإتيان الباب ، وهو لا يريد من « الباب » إلاّ « عليّا عليهالسلام » ، بل لقد صرّح باسمه في بعض ألفاظ الحديث بقوله : « فمن أراد بابها فليأت عليا » (١).
ومن الواضح جيّدا : أنّه لو كان الخلفاء الثلاثة قد بلغوا هذه المرتبة لذكرهم صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ذكره ، إذ لو كان ثمّة مصلحة لعدم ذكرهم في صدر
__________________
(١) من ذلك : الحديث في فرائد السمطين ، فراجع.