انتهى ملخصا.
وقال في شرح الثاني : « فإن قلت : هم عليهم الصّلاة والسّلام سابقون على النّبي صلّى الله عليه وسلّم كيف يلتمسون غرفا من بحره؟ قلت : هم سألوا منه مسائل مشكلة في علم التوحيد والصفات ، فأجاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وحلّ مشكلاتهم ، وبين يديه جرت المحاجّة بين آدم صفي الله وبين موسى كليم الله ليلة المعراج ، وإليه أشار بقوله : حاج موسى آدم فحج آدم موسى. أو تقول : « الاعتبار بتقدّم الروح العلوي لا القالب السفلي ، وروح نبيّنا مقدم على سائر الأنبياء ، وإليه أشار بقوله : كنت نبيا وآدم بين الماء والطين. والحاصل : كلّ الأنبياء من نبينا لا من غيره استفادوا العلم وطلبوا الشفقة إذ هو البحر من العلم والسّحاب من الجود وهم كالأنهار والأشجار ». انتهى ملخصا.
فظهر أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أعلم من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة ، وكلّهم ملتمس منه غرفا من البحر أو رشفا من الديم ، وهذه المراتب بعض مراتب علم « مدينة العلم » صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمير المؤمنين علي عليهالسلام أعلم منهم جميعا ، لأنّه « باب مدينة العلم » ولأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ على أنّ من أراد « المدينة » فليأتها من « بابها ».
ولقد بلغت دلالة حديث مدينة العلم على أعلمية الإمام علي عليهالسلام حدّا من الظهور والوضوح حتّى صرّح بذلك جماعة من علماء أهل السّنة ولنذكر كلمات بعضهم :
قال شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) : « الباب الخامس عشر ـ في أنّ النبي صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلّم دار حكمة ومدينة علم وعلي لهما باب ، وأنّه أعلم الناس بالله تعالى وأحكامه وآياته وكلامه بلا ارتياب :