الإلزام ـ هذا الكلام في جوابه ، وعلى هذا الأساس تبطل جميع احتجاجات ( الدهلوي ) في كتابه ( التحفة ).
ولو كان هذا الكلام صحيحا لبطل استدلال المسلمين بروايات المخالفين من اليهود والنصارى وغيرهم وإلزامهم بها ، إذ يجوز لهم ـ بناء عليه ـ أن يجيبوا عن ذلك بمثل هذا الكلام ، وبه يبطل ما يذكره المسلمون ويستدلون به على نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم على ضوء روايات المخالفين.
وكأنّ ( الدهلوي ) حيث يريد نصرة المشايخ الثلاثة لا يدري ـ أو لا يلتفت ـ إلى ما يترتّب على كلامه من المفاسد!!
بل إنّه يستلزم غلق باب الإلزام والاحتجاج ، وهو أهمّ أبواب علم الكلام والمناظرة ، لأنّ كلاّ من المتخاصمين يحتجّ بروايات الآخر ليلزمه بها ، فلكل منهما أن يقول هذا الكلام في جواب الآخر ، وحينئذ ينسدّ باب المناظرة ، وتبطل جميع استدلالات المتكلّمين في سائر كتب الكلام.
إنّ استدلال أهل الحق بحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » بإخراج أهل السّنة إيّاه في كتبهم ، ليس من جهة أنّهم يعتقدون صحة تلك الروايات واعتبارها ، بل إنّما يستدّلون بتلك الرّوايات لإتمام الحجة على أهل السّنة ،