« دار الجنّة » ، كما ورد التمثيل ب « دار الحكمة » ، ولا ريب في أنّه كان يعلم بأن للجنة ثمانية أبواب ، وأنّ نفسه الشريفة أوسع من دار الجنّة ، وهو مع ذلك جعل أمير المؤمنين عليهالسلام بمفرده باب دار الجنّة. فظهر بطلان كلام الطّيبي ، ولعلّه لم يقف على الحديث المذكور.
ولو كان لدار الحكمة أبواب عديدة فليس تلك الأبواب إلاّ الأئمة المعصومون عليهمالسلام ، لأنهم أبواب العلم ، وأنّهم الموصوفون ب « الباب المبتلى به من أتاهم نجى ومن أباهم هوى » وأنّهم الذين قال فيهم : « مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة من دخله غفر له » ... ولم يرد في حقّ غيرهم شيء من هذا القبيل ، بل إن غيرهم لا يليق لهذا المقام ، للمفضولية وعدم العصمة وغيرهما من الموانع.
ثم إنّ ظاهر حديث « أنا دار الحكمة وعلي بابها » وحدة الباب ، فلو تصوّر تعدّد الباب بوجه من الوجوه ، وجب أن يكون لتلك الأبواب نوع من الوحدة والاتّحاد ، لكنّ هذه الوحدة لا تتحقّق بالنسبة إلى الأصحاب ، لكثرة التفرّق والاختلاف فيما بينهم ، بخلاف الأئمّة المعصومين ، فإنهم بحكم الباب الواحد وحقيقتهم واحدة ومن هنا ترى وصف جميعهم بالباب في قوله : « فهم الباب المبتلى به ... » كما صحّ التعبير عنهم بالأبواب كما في قوله : « وهم أبواب العلم في أمّتي من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم ».
وقد ذكرنا سابقا الخطبة المشتملة على جملة : « فهم الباب ... » عن كتاب ( منقبة المطهرين لأبي نعيم ) ، ولنورد هنا نصّ رواية أبي الفتح النطنزي لتلك