وذكر الصبّان المصري في إسعاف الراغبين رواية الترمذي حديث مدينة العلم وهو بصدد إثباته كما دريت في مضى ، وهذا دليل آخر على كذب ما نسب إلى الترمذي ...
وتقدم أيضا قول العجيلي في ذخيرة المآل : « وأخرج الترمذي أنّه قال صلّى الله عليه وسلّم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ، ولهذا كانت الطرق والسلسلات راجعة إليه ».
فالعجيلي رواه عن الترمذي وهو بصدد إثباته وبيان أعلمية أمير المؤمنين عليهالسلام من غيره على ضوء الحديث ، ولو كان الترمذي قادحا فيه لما استند إليه ، وذلك ظاهر كلّ الظهور.
بل إنّ الترمذي قد حسّن حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فضلا عن روايته له ، جاء ذلك في اللّمعات في شرح المشكاة وهذه عبارته ـ كما سمعت سابقا ـ « واعلم أن المشهور من لفظ الحديث في هذا المعنى : أنا مدينة العلم وعلى بابها. وقد تكلّم النقّاد فيه ، وأصله من أبي الصّلت عبد السلام وكان شيعيّا وقد تكلّم فيه ، وصحّح هذا الحديث الحاكم وحسّنه الترمذي ... ».
فهل يبقى شك في كذب دعوى ( الدهلوي )؟!