سلطان عدوّكم ، وأما إذ ذكرت ما ذكرت وخوّفتنا ما خوفتنا ، فإني أخرج أهل المدينة منها وأنزلها عيالنا ، وأدخل رجالا من المسلمين فيقومون على سورها وأبوابها ، ونقيم نحن بمكاننا هذا حتى يقدم علينا إخواننا.
فقال له شرحبيل : إنه ليس لك ولا لنا معك أن نخرجهم من ديارهم وقد صالحناهم عليها وعلى أموالهم ألاّ نخرجهم منها ».
ومن رواة الخبر أيضا : صاحب كتاب ( روضة الصفا ) والمحدّث الشيرازي في ( روضة الأحباب ).
وجوّز أبو عبيدة أن يصنع تمثال منه وتفقأ عين التمثال إرضاء للكفّار في مقابل أنّ بعض المسلمين فقأ عين تمثال ملكهم من غير عمد ، فقد روى الواقدي :
« عن ملتمس بن عامر قال : كنّا في بعض الغارات إذ نظرت إلى العمود عليه صورة الملك هرقل ، فعجبنا منه ، وجعلنا نحوم حوله ونحن نلعب بخيولنا ونعلّمها الكرّ والفرّ ، وكان بيد أبي جندلة قناة تامّة ، فقرّب به فرسه من الصورة وهو لا يريد ذلك ، وهو غير متعمّد ، ففقأ عين الصّورة. وكان قوم من الروم من غلمان صاحب قنّسرين يحفظون المدد ، فرجع بعضهم إلى البطريق وحدّثه بذلك ، فدفع صليبا من الذهب إلى بعض أصحابه ، وسلّم إليه مائة فارس من أعلام الروم عليهم الديباج ، وفي أوساطهم المناطق المزخرفة ، وأمر إصطخر أن يصير معهم ، وقال له : إرجع إلى أمير العرب وقل له : غدرتم بنا ، ولم تفوا بذمّتكم ، ومن غدر خذل.
فأخذ إصطخر الصليب وسار مع المائة ، حتى أشرف على أبي عبيدة ، فلمّا نظر المسلمون إلى الصليب وهو مرفوع ، أسرعوا إليه ونكسوه ، ووثب أبو عبيدة