وأيضا ، يفيد هذا الكلام أنّ أبابكر كان حاملا لجملة علوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو باطل من هذا الحيث كذلك ، لأنّ جهل أبي بكر بالأحكام وغيرها لا يكاد يخفى على أحد ، وقد فصّل الكلام على موارد من ذلك في كتاب ( تشييد المطاعن ) ، حيث يظهر بمراجعته جهل أبي بكر بكثير من الأحكام والمعارف اليقينيّة والآيات القرآنيّة ومسائل الشّريعة ... حتى لقد اعترف بالجهل في مواضع ورجع إلى غيره يستفتيه في الحوادث الواقعة ... وهذا ما يدلّ على أنّ « ما صبّ الله في صدري شيئا إلاّ وصببته في صدر أبي بكر » كذب موضوع على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال ابن الجوزي بعد إيراد نبذة من الموضوعات في شأن أبي بكر : « قال المصنف : وقد تركت أحاديث كثيرة يروونها في فضل أبي بكر ، منها صحيح المعنى لكنه لا يثبت منقولا ، ومنها ما ليس بشيء ، وما أزال أسمع العوام يقولون عن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنه قال : ما صبّ الله في صدري شيئا إلاّ وصببته في صدر أبي بكر. وإذا اشتقت إلى الجنة قبّلت شيبة أبي بكر. وكنت أنا وأبوبكر كفرسي رهان سبقته فاتّبعني ولو سبقني لاتّبعته في أشياء ما رأينا لها أثرا لا في الصحيح ولا في الموضوع ، ولا فائدة في الإطالة بمثل هذه الأشياء » (١).
وفي هذا الكلام فوائد :
__________________
(١) الموضوعات : ١ / ٣١٩.