والأشعار كالأخبار إذا امتنع في مجيء القبيلتين التواطي والاتفاق كان ورودهما حجة ».
ومن غرائب الأمور : ما رووه عن عمر بن الخطاب أنّه كان يتمنّى وجود معاذ بن جبل حين موته ليستخلفه من بعده ، وكان السبب في ذلك ما كان سمعه ـ على حدّ زعمه ـ من قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ معاذ « إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم ».
وممّن روى هذه القصّة : ابن سعد ( الطبقات ) وأحمد ( المسند ) وابن قتيبة ( الامامة والسياسة ) وأبو نعيم ( الحلية ) وابن حجر والعسقلاني ( فتح الباري ) والمتقى ( كنز العمال ) ...
قال ابن سعد : « أخبرنا يزيد بن هارون ، أنا سعيد بن أبي عروبة : سمعت شهر بن حوشب يقول : قال عمر بن الخطاب : لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته ، فسألني عنه ربي لقلت : ربي! سمعت نبيّك يقول : إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم بقذفة حجر ».
ومن هنا يعلم أن تقدّم الرجل في العلم كاف لاستخلافه ، وأن عمر كان يرى جواز ذلك بالاستناد إلى تلك الجهة ، وهذا من أقوى الشواهد على أفضليّة الأعلم وأولويّته بالخلافة والامامة ، ومن ادعى خلاف هذا المعنى فقد سفّه عمر وجهّله ...
هذا ، مع عدم وجدان معاذ غير العلم من الشروط المعتبرة في الامام ، منها القرشيّة وقد تقرّر أن « الأئمة من قريش » ...