وابن عبد الهادي ـ الذي تعقّب القوم في تذكرته بأنّ في الحديث نكارة وبأنّ شيخه ابن تيميّة ضعّفه بل رجح وضعه ـ من محققي حفّاظ أهل السّنة المشاهير ، قال الحافظ الذهبي في ذكر مشايخه :
« وسمعت من الامام الأوحد الحافظ ، ذي الفنون ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي. ولد سنة خمس أو ست وسبعمائة ، وسمع من القاضي ولي الدين عبد الدائم والمطعم ، واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع ، وتصدى للافادة والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو ، وله توسّع في العلوم وذهن سيّال. توفي في شهر جمادى الأولى سنة ٧٤٤ » (١).
وقال ابن رجب بترجمته : « المقرئ الفقيه المحدّث الحافظ الناقد النحوي المتفنّن ... عني بالحديث وفنونه ومعرفة الرجال والعلل وبرع في ذلك ، وتفقّه في المذهب وأفتى وقرأ الأصلين والعربية وبرع فيها ، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيميّة مدة ... وكتب بخطه المتقن الكثير ، وصنف كتبا كثيرة ... » (٢).
وقال الحافظ ابن حجر : « مهر في الحديث والفقه والأصول والعربية وغيرها. قال الصفدي : لو عاش لكان آية ... وقال الذهبي في معجمه المختص : الفقيه البارع المقرئ المجوّد المحدّث الحافظ النحوي الحاذق ذو الفنون ، كتب عني واستفدت منه. وقال ابن كثير : كان حافظا علاّمة ناقدا ، حصّل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار ، وبرع في الفنون ، وكان جبلا في العلل والطرق والرجال ، حسن الفهم جدا صحيح الذهن ... » (٣).
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٥٠٨.
(٢) طبقات ابن رجب ٢ / ٤٣٦.
(٣) الدرر الكامنة ٣ / ٤٢١.