ومن المعلوم أنّ الحديث المرسل ضعيف والاحتجاج به ساقط ، وقد نصّ على ذلك ابن الصّلاح في ( علوم الحديث ) والسّيوطي في ( تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ) وكذا غيرهما ، وهذه عبارة السيوطي : « ثم المرسل حديث ضعيف لا يحتجّ به عند جماهير المحدثين والشافعي ، كما حكاه عنهم مسلم في صدر صحيحه ، وابن عبد البر في التمهيد ، وحكاه الحاكم عن ابن المسيّب ومالك وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول والنظر ... » (١).
وأمّا العاصمي نفسه فقد روى هذا الحديث بسند مرسل ، حيث رواه بإسناده عن أبي قلابة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا وساطة أنس ، فانّه لم يجرأ على دعوى سماعها منه ، ومن المعلوم ان أبا قلابة تابعي لم يدرك صحبة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا نصّ روايته : « أخبرني شيخي محمد بن أحمد رحمهالله قال : حدثنا أبو سعيد الرازي قال : حدثنا يوسف بن عاصم الرازي البزار قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال : حدثنا حماد عن عاصم الأحول ، عن أبي قلابة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : أرحم أمتي بأمتي أبوبكر ، وأحدّهم في دين الله عمر ، وأكثرهم حياء عثمان بن عفان ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبيّ بن كعب ، ولكلّ أمة أمين وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح ».
__________________
(١) تدريب الراوي ١ / ١٦٢.