__________________
وهم أكثر من ذلك بكثير.
أقول : لا شبهة أنّ دواعي إنكار هؤلاء ، أو كرههم للقوم ، وردّهم عليهم .. يختلف ويتخلف .. بحسب الزمان والظروف .. كما أنّ بعضهم اجترء عليه حين بويع لأمير المؤمنين عليه السلام ، وبعض رآها لنفسه ، وأخر دعى بها لقومه ..! ومنهم من عرف الأمر بعد ذاك فانكر .. ومنهم من كشف له الأمر فأدبر .. وآخر خسّر أو أهين فأستعبر ..
وقلّ من أنكر للّه .. وغضب للّه .. وأراد بها وجه اللّه ، ولذا ارتد الناس بعد رسول اللّه (ص) .. إلى آخره.
وبعد كل هذا ؛ فالغريب ما أورده بعض المعاصرين سامحه اللّه في كتابه المشرعة ٢/٢٦ تعليقا على إيراد العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في بحار الأنوار ٢٨/١٩٩ ـ ٢٠٠ لرواية أسماء من خالف البيعة (الاثني عشر الذين ردّوا على أبي بكر ..) ما نصّه : لكن مضافا إلى ضعفه سندا ينافيه بعض الروايات المعتبرة الواردة في ارتداد الناس إلاّ ثلاثة .. إذ لا بد ـ على هذا ـ من استثناء اثني عشر رجلا ، فإنّ الظاهر إنّ هذا الإنكار وقع في أوائل خلافة عتيق ..
وفيه ما لا يخفى ؛ إذ شهرة الروايات في الباب وعدم منافاتها مع روايات الارتداد ـ التي لا يقبلها المعاصر! في محل آخر ـ إنّه لا ملازمة في المقام مع وجود قرينة فيها على أنّ بعضهم كانوا غيبا يوم السقيفة كما يشهد له حديث الاحتجاج ، ولذا احتمل المصنف رحمه اللّه أن يكونوا مع جيش اسامة .. وهناك دواعي اخرى ذكرناها.