الثالثة :
إنّ الذي استفدته من سبر الخلاصة (١) ، وإعطاء النظر فيها
__________________
(١) لا بدّ من إعطاء صورة مجملة عن الخلاصة ـ وهو أحد الكتب الرجالية الثلاثة للعلاّمة رحمه اللّه ـ مع غنى مؤلفها ـ العلاّمة على الإطلاق ـ عن الترجمة .. فهو رحمه اللّه قد اقتصر فيها على ذكر قسمين من الرواة ، قال : وهم الذين اعتمد على روايتهم ، والذين أتوقف على العمل بنقلهم ؛ أما لضعفه أو لاختلاف الجماعة في توثيقه وضعفه ، أو لكونه مجهولا عندي.
ثمّ إنّه حيث قد رتب الخلاصة على قسمين : أحدهما فيمن اعتمد على روايته أو ترجّح عنده قبول قوله ، والآخر : فيمن ترك روايته أو توقف ـ كما قاله في مفتتح كتابه : ٣ ـ ويظهر من طريقته في القسم الأول أنّ من اعتمد عليه هو الثقة ، ومن ترجّح عنده هو : الحسن والموثق ، ومن اختلف فيه والراجح عنده القبول ، كما أفاده المولى الوحيد في تعليقته : ١٠ .. وغيره.
هذا ؛ ولا يخفى أنّ العلاّمة ربّما اعتمد توثيق ابن عقدة ومن ماثله بأن يحصل من كلامهم الرجحان لا أنّه يثبت منه العدالة .. وفيه كلام.
ثمّ ذكر في القسم الثاني من الخلاصة : ١٩٧ [وفي طبعة دار الفقاهة : ٣١٣] ما نصّه : .. وهذا القسم مختص بذكر الضعفاء ، ومن أرد قوله ، أو أقف فيه ..
وأول ما يؤخذ عليه طاب رمسه عدم التزامه دوما بذلك ؛ إذ ذكر كثيرين ممّن توقف في روايته في القسم الأوّل مثل : أحمد بن عمر الحلاّل [الخلاصة : ١٤ برقم (٤)] ، قال : فعندي توقف في قبول روايته لقوله هذا .. ومثله : بشر النبّال [الخلاصة : ٢٥ برقم (٤)] ، وكذا : بكر بن محمّد الأزدي [الخلاصة : ٢٦ برقم (٢)] واسامة بن زيد [الخلاصة : ٢٣ رقم (١)] .. وغيرهم. ـ