الرابعة (١) :
إنّه كثيرا ما يوجد مطلب واحد في حاوي الجزائري (٢) ، وحواشي المحقّق الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني على المنهج جميعا من دون تغيير للعبارة بوجه ؛ فيقطع الناظر بأخذ أحدهما ذلك من الآخر.
وزعم بعض الفضلاء أخذ الفاضل الجزائري رحمه اللّه ذلك من المحقّق الشيخ محمّد رحمه اللّه ، وذلك ناش من عدم التعمّق [في تاريخهما] (٣) ؛ فإنّ الشيخ محمّدا من تلامذة الميرزا صاحب المنهج ، كما عبّر عنه كثيرا في حواشيه ب : الأستاذ. [بل نفس تعليقه على المنهج يكشف عن تأخره عنه ولو رتبة] والميرزا من علماء
__________________
حميد بن شعيب ، وعبد اللّه بن العلاء ، وبشر بن الربيع .. إذ إنّ دأب ابن داود الأخذ من العلاّمة من دون إظهار المأخذ.
(١) هذه الفائدة عين ما جاء في ذيل ترجمة الشيخ عبد النبي الجزائري في خاتمة مقباس الهداية ٤/٣٧ ـ ٣٩ برقم (٢٧) [من الطبعة المحقّقة الاولى] ، فراجع.
(٢) هو : كتاب حاوي الأقوال في معرفة الرجال للشيخ عبد النبي بن الشيخ سعد الدين الجزائري الغروي (المتوفّي سنة ١٠٢١ ه في شيراز) ، كما أرخه الشيخ البهائي في بعض فوائده المطبوعة في أوّل كتابنا هذا تنقيح المقال ، وقد ترك فيه المجاهيل ، بعد أن قسم الرجال إلى أربعة أقسام : الصحاح ، والموثقين ، والحسان ، والضعاف .. ابتدأه وختمه بفوائد جيدة ، وطبع أخيرا محقّقا في أربع مجلّدات.
(٣) الزيادة من خاتمة المقباس ، وكذا كلّ ما بين المعقوفين هنا.