الفائدة الخامسة والعشرون (١)
إنّ من لاحظ ما ورد من الأخبار في فارس بن حاتم ، وأحمد بن هلال ، والحسن بن محمّد بن بابا ، وعروة بن يحيى ، وعلي بن حسكة ، ومحمّد بن بشر ، ومحمّد بن فرات ، ومعتب ، وما ورد في حقّ الواقفة ، ممّا نقلناه عند الكلام في الواقفة من مقباس الهداية (٢) ظهر له فساد ما صدر من بعض الأصحاب من نسبة الغلوّ إلى مثل : محمّد بن سنان ، والمعلّى بن خنيس ، والمفضّل بن عمر .. وغيرهم ، ممّن كانوا يتردّدون إليهم عليهم السلام ومكّنوهم من الدخول إليهم ، والصحبة لهم ، والمجالسة معهم ، ويلقون إليهم الحلال والحرام ، وكانوا يروون عنهم الأحكام ، وانبسطوا لهم ، بل ولطفوا بهم ، ولم يزجروهم ولا نهوهم عن سوء عقيدة (٣) ، ولا حذّروا غيرهم عن المعاشرة والمساورة والمصاحبة معهم ، ولم يأمروا بقتلهم ، بل لم يعاملوا معهم مراتب النهي عن المنكر التي أمروا غيرهم بها ، وشدّدوا في الأمر والتوبيخ ، بل والتهديد على التارك الطالب للرّخص
__________________
(١) انظر : الفائدة الحادية والعشرون السالفة ، وما سيذكره في الفائدة التاسعة والعشرون ، وقارن بما هنا.
(٢) مقباس الهداية ٢/٣٣٤ ـ ٣٤٧ ، ولاحظ ما قبلها ٢/٣٢٧ ـ ٣٣٤ [الطبعة المحقّقة الاولى] منه.
(٣) كذا ، ولعلّه : عقيدتهم.