ومنها : ترحّم الإمام عليه السلام على رجل ، أو ترضيّه عنه .. أو نحو ذلك ؛ فإنّه لا يعقل صدور ذلك منه عليه السلام إلاّ بالنسبة إلى ثقة عدل ، بل الترحّم والترضّي .. ونحوهما من المشايخ يفيد ذلك (١) ، كما لا يخفى على الفطن اللبيب.
ومنها : تسليم الإمام عليه السلام في الحرب الراية بيد شخص ؛ فإنّه يكشف عن وثاقته وأمانته ؛ ضرورة أنّ الراية قطب الحرب ، وعليها تدور رحاها ، وتسهل الخيانة ممّن حملها ، سيّما مع كون الطرف المقابل من أهل الغدر والاختيال ، والحيلة والاغتيال ، فلا بدّ من أن يكون حامل الراية في قباله عدلا ، ذا ملكة قويمة ، وإيمان قوي ، حتى لا يقدر الخصم الغدار على خديعته ومكره بما يوجب ميله إليه ، ويتبعها من تحتها ، فيبين الانكسار والذل والصغار.
ومنها : إرسال الإمام عليه السلام رجلا رسولا إلى خصم له أو غير خصمه ؛ فإنّه يقضي بعدالة الرجل ووثاقته ؛ ضرورة عدم تعقّل إرساله غير الثقة
__________________
(١) قد سلف في مقباس الهداية ٢/٢٧٥ [الطبعة المحقّقة الاولى] عند تعداد الأمارات التي تفيد المدح ذكر ذلك ، وقد أدرجه الوحيد رحمه اللّه في فوائده الرجالية المطبوعة في أول كتاب منهج المقال : ١١ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١/١٥٧] وغيرهم أن : ذكر الجليل شخصا مترضيا ومترحما .. حيث استفيد منه حسن الشخص ، بل جلالته .. وقاله غير واحد ، منهم الكاظمي في عدّة الرجال ١/١٣٤ ـ ١٣٥.
فكيف لو كان ذلك ممّن لا ينطق عن الهوى .. ومن بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ..؟!