الفائدة السابعة والعشرون
إنّه قد يسبق إلى بعض الأوهام منافاة الخروج بالسيف ـ حتى من أولاد الأئمّة عليهم السلام في تلك الأزمنة ـ للعدالة ، من حيث أدائه إلى قتل النفوس المحترمة ، وعليه فيشكل الأمر في جملة من الخارجين بالسيف الممدوحين على لسان الأئمّة الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
ولكن التأمّل الصادق يقضي بأنّ خروج من خرج منهم .. كما يمكن أن يكون طلبا للملك والسلطنة والرياسة والدنيا ، فكذا يمكن أن يكون لتجديد المطالبة بحقوق الأئمّة عليهم السلام ـ التي جعلها اللّه تعالى لهم ـ إقامة للحجّة على الغاصبين للخلافة ، وقطعا لمعاذيرهم يوم القيامة ، وإراءة لكون أهل هذا البيت عليهم السلام ما زالوا يطالبون بحقّهم ويمنعون .. لا أنّهم أهملوا حقّهم فبقيت الخلافة بغير مطالب لها ، فوليها من ولي (١).
__________________
(١) أقول : كما أنّ فعل هؤلاء مجملا لا يحتج به كذا سكوتهم عليهم السلام عنهم ، خصوصا عند الجمع بين هذه الأخبار والروايات المتضافرة ـ بل المستفيضة ـ الناهية عن القيام في زمن الغيبة .. خصوصا وأنّ أي تصريح منهم عليهم السلام ضد القائمين يعدّ نوعا من العون للظالمين ، وذريعة لتحامل أولئك على جمع من الأبرياء باسم الإمام عليه السلام ..