ويوضّح ما ذكرناه جملة من الأخبار :
منها : ما رواه أبو الفرج (١) ، عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن ، أنّه قال : لمّا حبس أبي وآله بالمدينة (٢) ، بعث إليه محمّد يقول له : بقتل (٣) رجل (٣) من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خير من أن يقتل بضعة عشر رجلا [قالت : فأتيته فدخلت عليه السجن ، فإذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة ، قالت : فجزعت من ذلك ، فقال : مهلا يا أم يحيى! فلا تجزعي ، فما بت ليلة مثلها ، قالت : فأبلغته قول محمّد ، قالت : فاستوى جالسا .. ثمّ قال : حفظ اللّه محمّدا ، لا ، ولكن قولي له :
__________________
فتدبر جيدا ، واغتنم.
ولاحظ ما هناك من روايات صريحة بأنّهم قالوا عليهم السلام إنّ صاحب الراية طاغوت ، وقولهم : إنّا لا نرضى بذلك ولو كان باسمنا .. وللبحث مجال آخر ، ومحل أوسع ، وصرف الدعوة إلى الرضا من آل محمّد عليهم السلام غير كاف بعد أن دعى لذلك جمع ـ حتى العباسيين ـ ثمّ تخلّفوا ، ولا نعرف من هذه الدعوات دعوة أمضيت إلاّ دعوة زيد والحسين صاحب فخ ، وفيهما كلام كثير ، فتدبّر.
(١) مقاتل الطالبيين : ١٤٦ ـ ١٤٧ (طبعة إسماعيليان : ٢١٥ ـ ٢١٦ ، وطبعة منشورات الرضي : ١٩٣) ، باختلاف كثير أشرنا لبعضه.
(٢) في المصدر : وأهل بيته.
(٣) كذا ، والظاهر : لقتل.
(٤) كذا ، وفي المصدر : قال : لما حبس أبي عبد اللّه بن الحسن وأهل بيته ، جاء محمّد بن عبد اللّه إلى أمي ، فقال : يا أم يحيى! أدخلي على أبي السجن وقولي له : يقول لك محمّد بأنّه يقتل رجل .. والاختلاف كثير مع سقط.