الفائدة الثلاثون
في فوائد متفرّقة مختصرة :
إحداها :
إنّا قد نبّهنا في الفائدة السابعة (١) على أنّ : انحراف الرجل أخبرا لا يقدح في رواياته التي رواها حال استقامته ، وشرحنا ذلك بما يلزم ملاحظته.
وحينئذ نقول : إنّ الرجل إذا روى رواية في حال انحرافه ، ثمّ استقام واعتدل ، وفصل بين استقامته وبين موته مقدار يمكن له فيه الغمز فيما رواه في زمان الانحراف ، كفى ذلك في قبول رواياته المذكورة ؛ لأنّ سكوته عنها ، وعدم بيانه لفسادها ، وتقريره العمل عليها .. شهادة بصحتها واعتبارها ومطابقتها الواقع ؛ ضرورة أنّه لو كان فيها خلل للزمه البيان ؛ وإلاّ لكان سكوته عنها تدليسا محرّما منافيا لاعتداله ، فحيث لم يبيّن سقوطها ، وأمضى العمل بها .. كفى ذلك في إلحاق ما رواه في زمان انحرافه بما رواه في زمان اهتدائه واستقامته واعتداله.
__________________
(١) صفحة : ٤٩١ من المجلّد الأوّل.