القرون بعده .. ممّا يضحك الثكلى ، فإنّ في قرنه أو (*) القرن الذي يلي قرنه سن السب على من لم يكفر باللّه طرفة عين ..
وفيه : أمّر على المسلمين المعلن بالفجور يزيد بن معاوية ..
وفيه : استشهد ريحانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وسبي عياله ..
وفيه : كانت وقعة الحرّة بالمدينة ـ التي أظهرت بنو أمية فيها ضغائنهم وكفر سرائرهم ـ واستباحوا المدينة المشرّفة ، وهتكوا حرم ساكنيها ، وقتلوا أكابر الصحابة فيها ، وقد ذكر أهل السّير أنّهم قتلوا سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار ، وعشرة آلاف من سائر الناس من حر وعبد ، واستباحوا فروج جم غفير من المسلمات ، وهتكوا حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومسجده بإتيان الفضائح والشنائع فيها ..
وفيه : هتكت حرمة مكة المشرّفة بالحصار ، ورميت الكعبة بالمنجنيق ..
وفيه : شرب خلفاء الإسلام الخمور ، وارتكبوا الفجور ، وفي هذا القرن مرق من الدين اثنا عشر ألف من أمته .. إلى غير ذلك ممّا رواه الفريقان.
وخامسا : إنّ الأخبار المزبورة معارضة بأخبار اخر روتها الجماعة أيضا ؛ مثل قوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «مثل أمتي كالمطر لا يدرى أوّله خير
__________________
(*) الترديد للإشارة إلى الخلاف في المراد بالقرن ومقداره ، وأنّه هل هو المائة ، أو الست وثلاثون ، أو الثلاثون. [منه (قدّس سرّه)].