سبحانه ونبيّه صلوات اللّه عليه وآله بأنّ الامّة يرتدون بعد رحلة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وأخبر أهل بيت الوحي سلام اللّه عليهم بأنّه ارتدّ الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلاّ ثلاثة أو أربعة ، فلا يكون كون [كذا] شخص من أهل بيعة الرضوان مستلزما لعدالته بعد ارتداده أيضا ، بل التحقيق أنّ رضى اللّه تعالى عن شخص فعلا لا يستلزم عدالته في ذلك الزمان أيضا ؛ ضرورة أنّ رضاه سبحانه بفعله وعنه هو استحسانه إيّاه ، ومن البيّن أنّ استحسانه لفعله ذاك لا يستلزم استحسانه لسائر أفعاله كافة.
هذا كلّه ؛ مضافا إلى أنّ الآية إنّما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة ، ولم تدلّ على رضاه على كلّ مبايع تحتها وإن كان منافقا ، ولو قال تعالى : لقد رضي اللّه عن المبايعين تحت الشجرة لدلّ على رضاه من آحادهم ، ولم يقل ذلك بل علّق الرضا على الإيمان والبيعة جميعا ، كما هو ظاهر.
* * *