عليهم السلام في مدح أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام بطريق العموم والإطلاق ، وفي الثناء عليهم ، والعمل بكتبهم ورواياتهم ، والرجوع إليهم. ولعلّ هذه الأحاديث المشار إليها هي مستند الشيخ المفيد وابن شهر آشوب في توثيق الأربعة آلاف ، ومستند الشيخ الطبرسي رحمه اللّه في مدحهم والثناء عليهم مع ما بلغهم من آثارهم وأخبارهم.
وقريب من توثيق الأربعة آلاف ومدحهم ـ بل أوضح وأنفع وأشمل ـ توثيق الشهيد الثاني رحمه اللّه في شرح دراية الحديث (١) في بحث عدالة الراوي لجميع علمائنا ورواتنا الذين كانوا في زمان الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه وجميع من تأخّر عنه إلى زمان الشهيد الثاني رحمه اللّه ، وذكر أنّه [قد] شاع وذاع وتواتر من أحوالهم ما هو أعلى مرتبة من التوثيق ، فلا يحتاج أحد منهم إلى نصّ على عدالته ولا تصريح بتوثيقه .. وهو كلام جيّد جدّا.
وبالتتبع والنقل يعلم أنّه قد وقع التسامح في نقل الحديث في زمان الأئمّة عليهم السلام من بعض الرواة ، بل وضعوا الأحاديث ولم يقع شيء من ذلك [من أحد علماء الإمامية] (٢) في زمان الغيبة ، وقد ورد عندنا أحاديث كثيرة عن الأئمّة عليهم السلام في مدح علماء الشيعة ورواتهم الموجودين في زمان الغيبة ، والثناء عليهم ، والأمر بالرجوع إلى رواياتهم ، والعمل بأحاديثهم ، وتفضيلهم
__________________
(١) الدراية : ٦٥ [تحقيق البقال ٢/٣٤].
(٢) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.