الخمسمائة قال : أولاد (١) كلهم ؟ قال : لا ، أكثرهم موالي وحشم ، فأما الولد فلي نيف وثلاثون ، الذكران منهم كذا ، والنسوان منهم كذا» .
قال : فلم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن وأكفائهن ؟ قال : «اليد تقصر عن ذلك قال : فما حال الضيعة ؟ قال : «تعطي في وقت وتمنع في آخر قال : فهل عليك دين ؟ قال : «نعم» قال : كم ؟ قال : «نحو من عشرة آلاف دينار» فقال الرشيد : يابن عم ، أنا أعطيك من المال ما تزوج به الذكران والنسوان، وتقضي الدين ، وتعمر الضياع .
فقال له : «وصلتك رحم (٢) يابن عم ، وشكر الله لك هذه النية الجميلة ، والرحم ماسة ، والقرابة واشجة، والنسب واحد، والعباس عم النبي صلىاللهعليهوآله الصنو أبيه ، وعم علي بن أبي طالب عليهالسلام وصنو أبيه ، وما أبعدك الله من أن تفعل ذلك وقد بسط يدك ، وأكرم عنصرك ، وأعلى محتدك» (٣)
فقال : أفعل ذلك يا أبا الحسن وكرامة .
فقال :« يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الأمة، ويقضوا عن الغارمين، ويؤدوا عن المثقل (٤) ، ويكسوا العاري ، ويحسنوا إلى العاني ، وأنت أولى من يفعل ذلك » ، فقال : أفعل يا أبا الحسن .
ثم قام ، فقام الرشيد لقيامه ، وقبل عينيه ووجهه ، ثم أقبل علي وعلى
__________________
(١) في حاشية الحجرية في نسخة وفي نسخة (ر) : أولادك .
(٢) في حاشية (ع) في نسخة : وصلت رحمك ، وفي أخرى ونسخة من حاشية الك : وصلت الرحم .
(٣) في حاشية اك في نسخة : مجدك ، وفي نسخة (ع) : وأصلى مجدتك .
(٤) في نسخة الك : المعيل .