فقال : « بارك الله لك في مالك، وأحسن جزاءك ، ما كنت لأخذ منه درهماً واحداً ، ولا من هذه الأقطاع شيئاً ، وقد قبلت صلتك وبرك فانصرف راشداً ولا تراجعني في ذلك، فقبل يده وانصرف (١) .
[٩٠ / ١٢] حدثنا أبي عليهالسلام ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب ، قال : سمعت المأمون يقول : ما زلت أحب أهل البيت عليهمالسلام ، وأظهر للرشيد بغضهم تقرباً إليه، فلما حج الرشيد كنت ومحمد والقاسم معه ، فلما كان بالمدينة استأذن عليه الناس ، وكان آخر من أذن له موسى ابن جعفر عليها ، فدخل فلما نظر إليه الرشيد تحرك، ومد بصره وعنقه إليه حتى دخل البيت الذي كان فيه ، فلما قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه ، وعانقه ثم أقبل عليه ، فقال له : كيف أنت يا أبا الحسن ؟ وكيف عيالك وعيال أبيك ؟ كيف أنتم ؟ ما حالكم ؟ فما زال يسأله عن هذا وأبو الحسن عليهالسلام يقول : «خير خير» فلما قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن فأقعده وعانقه وسلم عليه وودعه .
قال المأمون : وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خرج أبو الحسن موسى بن جعفر ، قلت لأبي : يا أمير المؤمنين، لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئاً ما رأيتك فعلته بأحد من أبناء المهاجرين والأنصار ولا بيني هاشم ، فمن هذا الرجل ؟
فقال : يا بني ، هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر بن محمد ، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا ، قال المأمون : فحينئذ الغرس
__________________
(١) أورده باختصار الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٤١ ، ونقله المجلسي عن عيون أخبار الرضا عليهالسلام في البحار ٤٨ : ١٢٩ / ٤ .