الصياح والضوضاء ، فقال الغلمانه ولولده : ما هذا ؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر عليهالسلام على نعش ، فقال لولده ولغلمانه : يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي ، فإذا عبروا به فانزلوا مع علمانكم فخذوه من أيديهم ، فإن ما نعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من السواد .
فلما عبروا به ، نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم، وضربوهم ، وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربعة طرق ، وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن يرى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر عليهالسلام الا فليخرج .
وحضر الخلق ، وغُسل وحنط بحنوط فاخر، وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي دينار وخمسمائة دينار عليها القرآن كله ، واحتفى ومشى في جنازته متسلباً (١) مشقوق الجيب إلى مقابر قريش ، فدفنه الله هناك . وكتب بخبره إلى الرشيد .
فكتب الرشيد إلى سليمان بن أبي جعفر : وصلتك رحم يا عم وأحسن الله جزاءك ، والله ما فعل السندي بن شاهك لعنه الله تعالى ما فعله عن أمرنا (٢) .
[٩٨ / ٦] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم الفرشي الله ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن سليمان بن جعفر البصري (٣) ، عن عمر بن واقد ، قال : إن هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من
__________________
(١) السلاب : واحد السلب : وهي ثياب المأتم السود، وتسلبت المرأة : إذا أحدث . الصحاح ١: ١٤٨ ـ سلب.
(٢) ذكره المصنف في كمال الدين : ٣٨، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار ٤٨ : ٢٢۷ / ٢٩.
(٣) في حاشية اك في نسخة : المصري .