ثم اطلعت الثانية فاخترت منها علياً، وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك ، وشققت له اسماً من أسمائي ، فأنا العلي الأعلى وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان عندي من المقربين .
يا محمد ، لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي .
يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب، فقال عز وجل : إرفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر عليهماالسلام وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري ، قلت : يا رب من هؤلاء ؟
قال : هؤلاء الأئمة عليهمالسلام ، وهذا القائم الذي يُحل حلالي ويحرم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما ، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري (١) .
[٦٩ / ٢٨] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن
__________________
(١) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٥٢ / ٢، ونقله الحلي في المحتضر : ٩٠ والمجلسي في البحار ٣٦: ٢٤٥ / ٥٨ ، عن الكمال والعيون .