جعفر بن محمد : ويل لمن سمع واعيته (١) فلم يجبه فقال المأمون : يا أبا الحسن ، أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء ؟
فقال الرضا عليهالسلام : إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق ، وإنه كان أتقى الله من ذلك ، إنه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهمالسلام ، وإنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الله تعالى نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الآية : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) (٢) (٣) .
قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رحمهالله : الزيد بن على عليهالسلام فضائل كثيرة عن غير الرضا عليهالسلام ، أحببت إيراد بعضها على أثر هذا الحديث ؛ ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإمامية فيه .
[١٨١ / ٢] حدثنا أحمد بن هارون القامي في مسجد الكوفة سنة أربع و خمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت (٤) ، عن داوود بن عبد الجبار، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ، عن علي صلىاللهعليهوآله ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسين عليهالسلام : يا حسين، يخرج من صلبك رجل يقال له :
__________________
(١) في النسخ الخطية : داعيته ، وفي حواشي بعضها في نسخة : واعيته .
(٢) سورة الحج ٢٢ : ۷٨.
(٣) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٤٦ : ١٧٤ / ٢٧ .
(٤) في المطبوع والحجرية : عمر بن ثابت ، وما في المتن أثبتناه من النسخ المسندة ار . ع . ك ، ق وهو الموافق للمصادر ، والظاهر هو الصحيح ، وهو عمرو بن أبي المقدام ، وقد قال السيد الخوئي في المعجم : ولكن الصحيح أنه لا وجود لعمر بن أبي المقدام ولا أثر منه ، لا في الروايات ولا في غيرها . انظر معجم رجال الحديث ٢٠:١٤ .