ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب رضیاللهعنهم، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ـ قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليهالسلام عليه ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد ابن علي ، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله خطبنا ذات يوم ، فقال :
أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ، فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم .
واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وعضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل (١) الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن (٢) على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في
__________________
(١) قوله : (النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل أثبتناه من الحجرية والنسخ الخطية .
(٢) في المطبوع ونسخة (ع ، ر ، ج : كما يتحنن ، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة الك ، ق ، را.