والله لا بد من لقائك ، فخرج إلى في قميص رقيق وإزار مورد ، فأخبرته بما بلغني ، فقال لقعنب : لا جزيت خيراً ، ألم أتقدم إليك أن لا تخبر أبا عبدالله فتغمه ؟ ثم قال لي : لا بأس ، فليس في قلب الأمير من ذلك شيء .
قال : فما مضت بعد ذلك إلا أيام يسيرة حتى حمل موسى بن جعفر عليهماالسلام سراً إلى بغداد وحبس ، ثم أطلق ، ثم حبس ، ثم سلم إلى السندي بن شاهك فحبسه وضيق عليه ، ثم بعث إليه الرشيد بسم في رطب وأمره أن يقدمه إليه ، ويحتم عليه في تناوله منه ففعل ، فمات صلوات الله عليه (١) .
[٨٩ / ١١] حدثنا علي بن عبدالله الوراق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام بن (٢) المكتب، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم بن تاتانة، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، ومحمد بن علي ما جيلويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكل رضیاللهعنهم، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سفيان بن نزار ، قال : كنت يوماً على رأس المأمون ، فقال : أتدرون من علمني التشيع ؟ فقال القوم جميعاً : لا والله ما نعلم ، قال : علمنيه الرشيد، قيل له : وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟
قال : كان يقتلهم على الملك ؛ لأن الملك عقيم ، ولقد حججت معه سنة ، فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال : لا يدخلن علي رجل من
__________________
(١) آورده باختصار المفيد في الإرشاد ٢: ٢٣٩، این شهر آشوب في المناقب ٤: ٣٥٢ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٤٨ : ٢٢١ / ٢٥ .
(٢) في نسخة (ر ، ع) : هاشم المكتب، وفي نسخة (ك) ونسخة في حاشية انا : هشام المكتب .