منزله ، فيحتفل له ويأتيه بالمغنين المغنيات ، يطمع في أن يذكره لعيسى ، فكان في رقعته التي رفعها (١) إليه : إنك تقدم علينا محمد بن سليمان في إذنك وإكرامك (٢) ، وتخصه بالمسك، وفينا من هو أسن منه ، وهو يدين بطاعة موسى بن جعفر عليهماالسلام المحبوس عندك .
قال أبي : فإني لقائل (٣) في يوم قائظ ، إذ حركت حلقة الباب علي ، فقلت : ما هذا (٤) ؟ قال لي الغلام : قعنب بن يحيى على الباب يقول : لابد من لقائك الساعة ، فقلت : ما جاء إلا لأمر ، إنذنوا له ، فدخل ، فخبرني عن الفيض بن أبي صالح بهذه القصة والرقعة.
قال : وقد كان قال لي الفيض بعدما أخبرني : لا تخبر أبا عبدالله فتحزنه ، فإن الرافع عند الأمير لم يجد فيه مساعاً، وقد قلت للأمير : أفي نفسك من هذا شيء حتى أخبر أبا عبد الله ، فيأتيك ويحلف على كذبه ؟ فقال : لا تخبره فتغمه ، فإن ابن عمه إنما حمله على هذا الحسد له ، فقلت له : أيها الأمير، أنت تعلم أنك لا تخلو بأحد خلوتك به ، فهل حملك على أحد قط ؟ قال : معاذ الله ، قلت : فلو كان له مذهب يخالف فيه الناس لأحب أن يحملك عليه ، قال : أجل ، ومعرفتي به أكثر .
قال أبي : فدعوت بدايتي وركبت إلى الفيض من ساعتي ، فصرت إليه ومعي قعنب ـ في الظهيرة ، فاستأذنت عليه ، فأرسل إلي : جعلت فداك قد جلست مجلساً أرفع قدرك عنه ، وإذا هو جالس على شرابه ، فأرسلت إليه :
__________________
(١) في حاشية لك في نسخة : دفعها .
(٢) في حاشية (ك) في نسخة : إجلاله وإكرامه .
(٣) القائل : من القيلولة وهو النوم في الظهيرة . الصحاح ۵ : ١٨۰٨ ـ قيل .
(٤) في حاشية وك في نسخة : من هذا .