فإذا قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال الله جل جلاله : حمدني عبدي ، وعلم أن النعم التي له من عندي ، وأن البلايا التي دفعت عنه فيتطولي (١) ، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا .
فإذا قال : ( الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله جل جلاله : شهد لي عبدي (١) ألي الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ولأجزلن من عطائي نصيبه .
فإذا قال : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله جل جلاله : أشهدكم كما اعترف أني أنا مالك . يوم الدين ، لأسهلن يوم الحساب حسابه ، ولا تجاوزن عن سيئاته .
فإذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عز وجل : صدق عبدي ، إياي يعبد ، أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثواباً يغبطه كل من خالفه في عبادته لي .
فإذا قال : ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عز وجل : بي استعان عبدي (٣) وإلي التجأ (٤) إلي ، أشهدكم لأعينته على أمره، ولأغيثته في شدائده، ولأخذن بيده يوم نوائبه .
فإذا قال : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخر السورة ، قال الله عز وجل : هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل ، فقد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل ، وأمنته مما منه وجل» .
__________________
(١) في اها والحجرية والمطبوع : فبطولي .
(٢) قوله : ( لي عبدي) لم يرد في اج ، هـ . ق .
(٣) (عبدي) لم يرد في اق ، هـ ، جا .
(٤) في المطبوع : والتجأ إلي ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية .