الرشيد .
فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور ورأى البردة عليه ، قال : يا جعفر، ما هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين قد علمت أنه سعى بي عندك ، فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم أمن أن يكون قد قدح في قلبك ما تقول (١) على ، فأرسلت إلى لتقتلني ، قال : كلا، ولكن قد خُبرت أنك تبعث إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام من كل ما يصير إليك بخمسه ، وأنك قد فعلت ذلك في العشرين الألف دينار، فأحببت أن أعلم ذلك .
فقال جعفر : الله أكبر يا أمير المؤمنين ، تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها، فقال الرشيد لخادم له : خذ خاتم جعفر وانطلق به حتى تأتيني بهذا المال ، وسمّى له جعفر جاريته التي عندها المال ، فدفعت إليه البدر بخواتيمها ، فأتى بها الرشيد .
فقال له جعفر : هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك . قال : صدقت یا جعفر ، انصرف آمناً ، فإني لا أقبل فيك قول أحد . قال : وجعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر .
قال النوفلي : وحدثني علي بن الحسين (٢) بن علي بن عمر بن علي ، عن بعض مشايخه، وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة ، قال : لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فقال لي : مالك قد أحملت نفسك ؟ ! مالك لا تدبر أمور الوزير ؟ فقد أرسل إلي فعادلته وطلبت الحوائج إليه، وكان سبب ذلك أن يحيى بن خالد قال ليحيى بن أبي مريم: ألا تدلني
__________________
(١) في نسخة (ک ، ع ، ر) : ما يقال .
(٢) في المطبوع والحجرية والبحار وحاشية (ك، ونسخة دره : الحسن ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ع ، هـ ، ك .