وسلامتنا ، في سائر حركاتنا وسكناتنا ، وحفظنا مما احتويت عليه ، ومما على ظهرك من المؤذيات ، من سائر الحيوانات والجمادات ، والأمان في الطرقات من المخافات ، وإذا سكنا في بطنك أن تكوني لنا أشفق علينا من سائر الحاملات الوالدات ، وأن يسلمنا فيك من المعاقبات ، وأن يخرجنا منك خروج المسعودين المنصورين ، الظافرين بالمحاب في يوم الحساب ، الذين يسيرون مع المتقين ، إلى جمع شملهم تحت شجرة طوبى لهم وحسن مآب.
وإذا أردت الركوب من المنزل الرابع ، فاركب وقل : اللهم إني أحمدك على نعمك التي لا تحصى بالحساب ، حمداً يزيد على حمد كل حامدين من ذوي الألباب ، وعلى تسخيرك لنا منافع السماوات والأرض وما فيهما من المحاب ، وعلى تسخير هذه الدواب ، اللهم فبالرحمة التي فتحت علينا وبين يدينا طرق المقاصد وفوائد الموارد حتى سرينا في ظلمات الليل وضوء النهار ، متمكنين من الأسفار ، سالمين من الأخطار ، فنسألك تمام هذه المسار والأنوار ، وحفظنا وحفظ ما أنعمت علينا بما حفظت به كنز أصحاب الجدار ، وبما حفظت به قلوب الأبرار من دنس الآصار والإصرار ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت المسير بعد ركوب الدواب من المنزل الرابع ، فقل : اللهم قد توجهنا على نية أننا متوجهون منك ـ جل جلالك ـ بك ـ جل جلالك ـ إليك ـ جل جلالك ـ لك ـ جل جلالك ـ فقونا على تصديق هذا المقال بالفعال ، وسيرنا على مطايا الإقبال والظفر بالآمال ، وقرب لنا من المنازل ما كان بعيداً ، وقونا وقو دوابنا قوة تجعل مسيرنا حميداً ، وتدبيرنا سعيداً ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أشرفت على المنزل الخامس ، فقل : اللهم قد أشرفنا على هذا المنزل وما نعرف مساره فنسألك منها ، ولا أخطاره فنسألك الصيانة عنها ، وأنا كالمحجوب عن صواب تدبيره ، والمستور بينه وبين سروره ، فنسألك أن تنظر إلينا نظر العناية بنا والرحمة لنا والإحسان إلينا ، وتزيل محذورات هذا المنزل عنا وتقرب مساره منا ، وتجعل نزولنا وإقامتنا ورحيلنا ومفارقتنا ، مقرونة بسعادة نظرك الكريم وفضلك الجسيم ، والأمان من كل حال ذميم ، برحمتك يا أرحم الراحمين.