الروحانيين وقل : السلام على من بهذه الأرض من أهلها ، المشمولين بعناية الله ـ جل جلاله ـ وفضلها (١) ، قد عزمنا على الرحيل الآن ، ونحن نستودعكم الله ـ جل جلاله ـ الذي هوـ جل جلاله ـ أهل للأمان وتمام الإحسان ، ونسألكم أن تستودعونا الله ـ جل جلاله ـ بلسان الإخلاص والاختصاص ، وتسألوه ما نحتاج إليه في أسفارنا من مسارنا ، والسلامة من أكدارنا وأخطارنا ، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
وإذا أردت وداع الأرض من المنزل الخامس ، فقل : اللهم إننا سمعنا في القرآن المبين ، أن الأرض لما دعوتها قالت : ( اتينا طائعين ) (٢) فنحن نخاطبها ببيان المقال ، ونسأل أن تجيبنا بلسان الحال ، وكما جعلت لها من إجابة السؤال ، أن تكون شاهدة لنا برحمتك لنا وعنايتك بنا ، وعبادتنا لك وتعلقنا بك ، وأن تغنينا عن شهادة كل شاهد ، بفضلك وما عودتنا من جميل العوائد ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت الركوب من المنزل الخامس ، فقل : اللهم قد تكرر ركوبنا بين المنازل ، ونحن مشمولون بالفضل الكامل ، ومحفوظون بظلك الشامل ، اللهم وقد ركبنا الآن ، فاجعله ركوباً مقروناً بالأمان ، والحفظ الذي يغني عن تحفظ الإنسان ، واحفظ علينا جميع ما أحسنت به إلينا ، واجعل رحمتك وهدايتك تسير بالدلالة بين يدينا ، بكل ما نحتاج إليه من المهمات ، وسعادة الحركات ، والسكنات ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا أردت المسيرمن المنزل الخامس ، فقل : اللهم هذا آخر المسير الذي قصدناه ، وقد قربنا من المنزل الذي أردناه ، فاجعل لنا من الاقتدار والأنوار وطهارة الأسرار ما نكون من أسعد السائرين ، وأحمد الشاكرين ، وأبلغهم ظفرا بسعادة الدنيا والدين ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد طاووس ـ جامع هذا الكتاب ـ : قد ذكرنا من الآداب في هذه الخمسة المنازل ، ما أنشأناه بحسب ما نعتقد أنه موافق لطاعة الله ـ جل جلاله ـ ورضاه ، ونحن مقيمون الان ببغداد ، وأبعد أسفارنا إلى مشهد
__________________
(١) في «ش» : وفضله.
(٢) فصلت ٤١ : ١١.