والظاهر أن ما فهمه صاحب المدارك والوسائل وشيخنا البهائي (١) وغيرهم هو الصحيح ، لأنّ الزيادة لو لم تكن من الرواية الصحيحة وكانت مرسلة أُخرى لم يحتج إلى ذكر العاطف « وقال » بل كان يلزمه أن يقول « قال » من غير عاطف كما هو دأبه في كتابه حيث يقول : « قال الصادق عليهالسلام » أو « قال أبو الحسن عليهالسلام » وهكذا. فذكرها مع العاطف عقيب الجملة السابقة ظاهر في أنّه من الرواية الصحيحة كما فهمه الأعلام.
ولا ينافي ذلك نقل الكليني والشيخ (٢) إيّاها من دون الزيادة ، إذ كثيراً ما تنقل الرواية عن بعض الرواة فاقدة لجملة وتروى عن آخر مشتملة على جملة زائدة ، ولا يدل هذا على أنّ الزيادة من كلام الصدوق وأنّها رواية مرسلة.
ومن المحتمل أن يكون الطريق الّذي وصلت الرواية به إلى الكليني والشيخ لم يصل إليه مع الجملة الزائدة. والّذي يسهل الخطب أنّ المستند لا ينحصر بهذه الرواية لاعتبار رواية السكوني عندنا وإن كانت هذه الرواية معتبرة أيضاً وقابلة للاستدلال بها كما ذكرنا.
تتميم : ذكرنا أن صاحب المدارك والوسائل وشيخنا البهائي وغيرهم ( قدس الله أسرارهم ) ذهبوا إلى أنّ الجملة الثانية من الرواية ، لكن ناقش فيه صاحب الحدائق وذكر أنّها رواية مستقلّة مرسلة واستظهره شيخنا الأنصاري (٣) وكذا السيِّد البروجردي في جامع الروايات (٤).
إلاّ أنّ الصحيح هو ما فهمه صاحبا المدارك والوسائل ، فانّا قد تتبّعنا كتاب من لا يحضره الفقيه فرأينا أن عادة مؤلفه جرت على ذكر الرواية الاولى من دون عاطف وذكر الرواية الثانية بعاطف ، مثلاً يقول : سأل سليمان بن خالد أبا عبد الله عليهالسلام ...
__________________
(١) حبل المتين : ٦٥ / في الكفن.
(٢) الكافي ٧ : ٢٣ / ١ ، التهذيب ١ : ٤٣٧ / ١٤٠٧.
(٣) كتاب الطهارة : ٣٠٨ السطر ٣٤ / في تكفين الأموات.
(٤) جامع الأحاديث ٣ : ٣٤٢.