وفيه : ما لا يخفى ، فانّ الخصوصيات التي اقترنت بها صلاته صلىاللهعليهوآله وإن كان بعضها مختلفة كوقوعها في المسجد تارة وفي الدار أُخرى ، أو مع اللباس الشتوي مرّة ، والصيفي اخرى ونحو ذلك ممّا يقطع بعدم دخله في الصلاة ، إلاّ أنّ جملة أُخرى منها ومنها التكبيرة معيّنة منضبطة كان يواظب عليها في جميع صلواته قطعاً ، وإلاّ لنقل إلينا بالضرورة فلا إجمال فيها.
نعم ، يرد عليه أوّلاً : أنّ مرسلة الصدوق ضعيفة بالإرسال فلا تصلح للاستدلال. وثانياً : قصور الدلالة لو لم تكن ظاهرة في الجواز ، غاية ما هناك أنّ الصلاة حينئذ لا تكون من الموجز ، لا أنّها لا تصح كما لا يخفى.
وثالثاً : أنّ رواية « صلّوا كما رأيتموني أُصلّي » لم ترد بطرقنا ولم توجد في كتبنا ، وإنّما ذكرت في كتب العامة ورويت بطرقهم فلا يمكن الاعتماد عليها ، وإن أرسلها الأصحاب كالمحقق الهمداني (١) وغيره إرسال المسلمات من دون غمز في السند.
وأمّا الوجه الثاني : أعني خبر المجالس ، فهو ضعيف السند أوّلاً ، إذ الصدوق يرويه عن شيخه محمد بن علي ماجيلويه وهو مهمل في كتب الرجال ، ومجرد كونه من مشايخ الإجازة لا يدل على التوثيق ، كيف وقد صرّح الصدوق في حق بعض مشايخه بما لفظه : لم أر أنصب منه (٢). هذا وقد اشتمل آخر السند على الحسن بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام والحسن مجهول. نعم ، والده من شهداء الطف المستغنين عن التوثيق بل التعديل ، إذ ليسوا بأقل من شهداء بدر.
كما اشتمل وسطه على علي بن الحسين البرقي وهو أيضاً مجهول ، فالسند
__________________
(١) مصباح الفقيه ( الصلاة ) : ٢٤٢ السطر ١٧.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٧٩ / ٣.