القتل » (١).
تضمن هذا الحديث الصحيح الإشارة إلى بعض علل الغيبة ، إعني : الخوف من القتل ، وهي العلّة الظاهرة على مسرح الأحداث التاريخية التي اعقبت وفاة الإمام الحسن العسكري والد الإمام المهدي عليهماالسلام ، وإلاّ فهناك علل اُخرى وردت عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاًًً ، من قبيل أن لا يكون في عنق الإمام المهدي عليهالسلام نوع التزام للحاكم قبيل الظهور من عهد أو بيعة ، وجريان السنن السابقة في غيبات الأنبياء عليهمالسلام ، في غيبة الإمام المهدي عليهالسلام ونحو ذلك من العلل غير المنظورة في ابتداء زمن الغيبة ، كما سيأتي في بيان علل الغيبة.
وفي الحديث أيضاًً إخبار بشيئين قبل أوان حدوثهما :
أحدهما : غيبة الإمام المهدي عليهالسلام ، وقد وردت في الحديث نصاً ، ولم تتحقّق إلاّ في شخص الإمام الثاني عشر عليهالسلام ، لثبوت بطلان من أدّعيت غيبته ، بوفاته وتغسيله ، وكفنه ، والصلاة على جنازته ، ودفنه كما هو حال دعوى الكيسانية بغيبة محمد بن الحنفية رضياللهعنه ، ودعوى الواقفية بغيبة الإمام الكاظم عليهالسلام. ونحو ذلك الى الدعاوى الأخرى الباطلة.
الآخر : وهو لا يقل أهميّة عن الاخبار الأول ، وقد تحقّق على طبق ما أخبر به عليهالسلام ، وهو الإشارة إلى من الأمة سوف لن تنصف آل محمد صلىاللهعليهوآله ، ومنها ستبقى على حالها ببخس حقّهم من السلطة ، وابعادهم عما جعله
__________________
١ ـ اُصول الكافي ١ : ٣٣٨ / ٩ ، و ا : ٣٤٠ / ١٨ باب في الغيبة.