وقال على بن محمد الجرجاني ( ت / ٨١٦ هـ ) في شرح المواقف لعضد الدين الايجي ( ت / ٧٥٦ هـ ) في المقصد الثاني ، مبحث العلم الواحد الحادث هل يجوز تعلّقه بمعلومين؟ ما هذا نصّه : « وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه على بن موسى رضي الله عنهما إلى المأمون : إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك ، فقبلت منك عهدك ، إلاّ أن الجَفْرَ والجامعة يدلّان على منه لا يتمّ » (١).
وقد نقل هذا الكلام بعينه الكاتب الحلبي المعروف بحاجي خليفه ( ت / ١٠٦٧ هـ ) ، وأضاف عليه قوله : « وكان كما قال ؛ لمن المأمون استشعر فتنة من بني هاشم ، فسمّه/ كذا في مفتاح السعادة » (٢).
وقد زعم بعض خصوم الشيعة بمن اخبار اهل البيت عليهمالسلام عن الإمام المهدي عليهالسلام التي يدّعي الشيعة وجودها في الكتب المؤلّفة في عصر الإمام الصادق عليهالسلام اخبار مكذوبة نظراً لما تضمنته من علم الغيب وهو منفي عن غير الله عزّوجلّ!
وهذا جهل فضيع ، لمن العلم المنفي عن غيره تعالى هو ما كان للشخص لذاته بلا واسطة في ثبوته له ؛ لمكان الإمكان فيه ذاتاً وصفة ، وكل ممكن لا يثبت له شيء من هذا العلم بلا واسطة ، وما وقع لاهل البيت عليهمالسلام فهو ليس من العلم المنفي في شيء ؛ لمن متلقّى عن
__________________
١ ـ شرح المواقف ٦ : ٢٢.
٢ ـ كشف الظنون / حاجي خليفة ١ : ٥٩١ ـ ٥٩٢ تحت عنوان : علم الجفر والجامعة. ومفتاح السعادة كتاب الّفه طاشكبري زاده ( ت / ٩٦٨ هـ ).