النفس الزكيّة »! يشير بهذا إلى الإمام الصادق عليهالسلام الذي لم يرَ فيه ما قال ، وإنما ورد توصيفه بذلك في روايات الشيعة جرياً على المتعارف المشهور ، كما هو الحال في وصفه بالمهدي الحسني الذي لايعبر عن إعتقاد بمهدويته.
ولعل أروع الأدلّة التي ساقها الإمام الصادق عليهالسلام في باب تأكيده على كذب جميع دعاوى المهدوية السابقة ، إشاراته عليهالسلام إلى التطوّر العلمي الهائل ، والتقنيات العلمية التي ستكون في زمان ظهور الإمام المهدي عليهالسلام ، والتي كانت مفقودة في عصره وجلّ العصور اللاحقة تماماً ، لدرجة كانت الإشارة لها في ذلك الحين مدعاة للتعجب ، ولولا الاعتقاد الراسخ بصدق قائلها ، لأعرض عنها المحدثون ولم يذكروا شيئاً منها ؛ لعدم استيعاب عقلية ذلك العصر لها وتصورها ، ومن هذه الإشارات :
١ ـ عن عبد الله بن مسكان ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « إن المؤمن في زمان القائم ، وهو بالمشرق ، ليرى أخاه الذي في المغرب ، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق » (١).
٢ ـ وعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « إنه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر ، رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض ، وخفض له كل مرتفع منها ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟ » (٢).
__________________
١ ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي ٥٢ : ٣٩١ / ٢١٣ باب ٢٧ ، نقله من كتاب الغيبة للسيد على بن عبد الحميد.
٢ ـ إكمال الدين ٢ : ٦٧٤ / ٢٩ باب ٥٨.