ومثله حديث معاوية بن عمار ، عن الإمام الصادق عليهالسلام (١).
إذا ما تجاوزنا هذا ، وعدنا إلى مسألة الإمامة بلحاظ كون المهدي الموعود هو قائم الأئمة ومن ذريتهم ، نجد أنها قد انحصرت بذرية الإمام الحسين السبط عليهالسلام لا في الروايات الصحيحة الكثيرة التي تفوق حد الحصر فحسب ، بل في واقعها الخارجي أيضاً ، حيث عرفت الأمة بكل أجيالها من تصدّى من آل الرسول صلىاللهعليهوآله لمسألة الإمامة ، متحدياً بذلك السلطات الحاكمة في زمانه ، ويكفي فيما نحن فيه استماتة الحسنيين في كسب تأييد الإمام الصادق عليهالسلام لدعوتهم ، حتى كان عبد الله بن الحسن يقول لما أخذ في أمر إبنه محمد وأجمع على لقاء أصحابه : « لا أجد هذا الأمر يستقيم إلاّ أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد » (٢) ، وأنه حين صارحهم في اجتماعهم بحقيقة الأمر ونهض عليهالسلام ، تفرقوا ولم يجتمعوا بعدها كما مرّ.
وأما السؤال عن سبب حصر الإمامة بذرية الإمام الحسين عليهالسلام دون ذرية الحسن عليهالسلام؟
فجوابه المحكم عند الإمام الصادق عليهالسلام نفسه ؛ إذ قال عليهالسلام : « إن موسى وهارون عليهماالسلام كانا نبيين مرسلين وأخوين ، فجعل الله عزّوجلّ النبوّة في صلب هارون دون صلب موسى عليهماالسلام ، ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله
__________________
١ ـ روضة الكافي ٨ : ٤٢ / ١٠.
٢ ـ أصول الكافي ١ : ٣٥٨ / ١٧ باب ما يفصل بن دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة ، من كتاب الحجة.