وهذا ما أكدّه علماء المذاهب الأربعة فيما حكاه لنا علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي الحنفي ( ت / ٩٧٥ هـ ) ، إذ قال تحت عنوان : « فتاوى علماء العرب من أهل مكة المشرفة في شأن المهدي الموعود في آخر الزمان » إذ ورد عليهم سؤال بهذا الموضوع ، قال المتقي : « وهذه صورة السئوال : اللهم أرنا الحقَّ حقاًً وارزقنا اتباعه ، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ما يقول السادة العلماء أئمة الدين وهداة المسلمين ـ أيدّهم الله بروح القدس ـ في طائفة اعتقدوا شخصاًً من بلاد الهند مات سنة عشر وتسعمائة (١) ببلد من بلاد العجم ، يسمى : ( فره ) أَنه المهدي الموعود به في آخر الزمان ، وأنّ من أنكر هذا المهدي فقد كفر؟ ثم حكم من أنكر المهدي الموعود؟ افتونا ـ رضي الله تعالى عنكم ».
قال : « وكان هذا الاستفتاء في سنة اثنتين وخمسين وتسعمّائة » (٢).
وقد نقل المتّقي الهندي رحمهالله ما أفتى به فقهاء مكّة بشأن السوال المذكور ، مبيناً اسم كل فقيه منهم ، واسم مذهبه ،
__________________
والحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٢٤٤ ، قال : « وأخرج أبوبكر الاسكاف في فوائد الأخبار ، عن جابر بن عبد الله ... ثم ساق الخبر!! ».
١ ـ ذكره في أول كتاب البرهان فقال في ص ٦٧ منه : « وطائفة من بلاد الهند يعتقدون شخصاًً شريفاً ولد في الهند اسمه : السيد محمد بن سيد خان الجونفوري ـ رحمهالله وله نحو أربعين سنة ـ أنّه هو المهدي الموعود به في آخر الزمان » وكتاب البرهان أّلفه كردّ على ضلالة هذه الطائفة.
٢ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتّقي الهندي : ١٧٧.